تضامن: تقرير يكشف أخطر أنماط التعذيب والانتهاكات بحق الأطفال الفلسطينيين بعد 7 أكتوبر


تضامن: تقرير يكشف أخطر أنماط التعذيب والانتهاكات بحق الأطفال الفلسطينيين بعد 7 أكتوبر

  تكشف المؤسسة الدولية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين (تضامن)، في تقرير حقوقي جديد، عن تصاعد غير مسبوق في الانتهاكات التي يتعرّض لها الأطفال الفلسطينيون داخل السجون والمعسكرات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بما يشمل التعذيب الجسدي والنفسي، والاختفاء القسري، والتجويع، والعزل، والتحقيق دون ضمانات قانونية، ونقل الأطفال إلى مواقع عسكرية مغلقة خارج أي رقابة.

وتؤكد تضامن أن ما يجري لم يعد "تجاوزات فردية"، بل منظومة كاملة تستهدف الطفولة الفلسطينية عبر إجراءات متكررة وثابتة في معظم الشهادات التي جرى جمعها.

اعتقالات ليلية واقتحامات فجْرية

وثّق التقرير اقتحامات ليلية تُنفّذ بين الثانية والرابعة فجرًا، حيث يُنتزع الأطفال من أسرّتهم بالقوة، ويُسحبون حفاة أو بملابس النوم، وسط صراخ الجنود وترويع العائلات، في انتهاك مباشر لحق الطفل بالأمان وحرمة المنزل.

اعتقال أثناء البحث عن الطعام

يسجّل التقرير حالات اعتقال لأطفال أثناء محاولتهم الحصول على الخبز أو الماء في غزة، حيث يُعامل فعل "النجاة" كجريمة، رغم أنه حق أساسي للطفل وفق القانون الدولي.

تعذيب جسدي ممنهج

تشمل الشهادات ضربًا مبرحًا، ركلًا في المناطق الحساسة، صدمات كهربائية، شدّ الشعر، تكبيلًا قاسيًا، ورمي الأطفال أرضًا لفترات طويلة.


ويقول طفل (14 عامًا):

"كنت أسمع صوت فكي وهو بطِق… وجهي صار دم… ما قدرت أرفع رقبتي يومين."

التعذيب النفسي… ضرب الروابط الأسرية

يروي طفل آخر (16 عامًا) أن محققين عرضوا عليه صورًا مفبركة لوالدته وهددوه بإيذائها لانتزاع اعتراف، ما أدى لإصابته بنوبات هلع وتبول لا إرادي وكوابيس متكررة.

وتعتبر تضامن هذا النمط تعذيبًا نفسيًا كامل الأركان وفق اتفاقية مناهضة التعذيب.

الوضعيات القسرية – ألم بلا أثر

وثّق التقرير إجبار الأطفال على الجلوس على الركب لساعات، ورفع الأيدي للخلف، والاستلقاء على الحصى تحت الضغط، وهي وضعيات تُصنف دوليًا بأنها تعذيب صريح لأنها تُحدث ألمًا حادًا دون علامات ظاهرة.

التجويع كسياسة ممنهجة

يتحدث الأطفال عن وجبة واحدة صغيرة يوميًا، وحرمان من الماء، أو تقديم طعام فاسد، ومنع الكانتين.
وتعتبر تضامن التجويع أداة قتل بطيء، وقد وثّقت وفاة طفل (17 عامًا) بسبب الحرمان الغذائي والإهمال الطبي.

الاعتقال الإداري للأطفال — زمن بلا نهاية

يصف التقرير الاعتقال الإداري بأنه تعذيب نفسي طويل الأمد، حيث يُحتجز الأطفال بلا تهمة وبلا سقف زمني، ويتعرضون لتجديد مستمر

.ويقول طفل (15 عامًا):


"حاسس إني محبوس بوقت ماله نهاية… كل يوم ببدأ من جديد."

الحبس المنزلي في القدس — سجن بلا جدران

يشير التقرير إلى أن الأطفال المقدسيين يخضعون للحبس المنزلي الذي يحوّل البيت إلى زنزانة، ويقطع الطفل عن المدرسة والشارع والأصدقاء، ويُحوّل الوالدين إلى "حُرّاس" تحت التهديد بالعقوبة.

سدي تيمان… أخطر موقع لتعذيب الأطفال

يوثق التقرير شهادات صادمة من معسكر سدي تيمان الذي تحول إلى مختبر تعذيب للأطفال بعد 7 أكتوبر، حيث يجري:
الحرمان التام من النوم
الإضاءة القوية والصراخ
الصدمات الكهربائية
عضّ الكلاب
التجويع
العزل
منع العلاج
محاولات تجنيد الأطفال تحت الضغط

ويقول طفل (15 عامًا) من غزة:

"ربطوني من إيديّ ورجليّ… ما كنت آكل ولا أنام… تمنّيت أموت."

المحاكمات العسكرية — قضاء بلا عدالة

تؤكد تضامن أن الأطفال يُحاكمون أمام محاكم عسكرية، بلغة لا يفهمونها، وباعترافات انتُزعت تحت التعذيب، وضمن نسب إدانة تتجاوز 99%، ما يجعل المحاكمة إجراء شكليًا لا يحقق أي معيار عدالة دولية.