الضحية : إسلام حجازي، 26 عامًا – مدينة غزة
المهنة:  خريج صحافة وإعلام، موظف علاقات عامة وإعلام في مستشفى أصدقاء المريض

أولًا: مقدمة

يمثّل اعتقال وتعذيب الصحفي الفلسطيني إسلام حجازي نموذجًا صارخًا لسياسات القمع الممنهجة التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد الصحفيين والعاملين في القطاع الصحي، لاسيما خلال وبعد اقتحام مستشفى الشفاء في غزة.
تكشف الشهادة سلسلة متشابكة من الانتهاكات الجسيمة، تشمل:

• الاعتقال التعسفي الجماعي
• التعذيب الجسدي والنفسي
• استخدام القوة المفرطة ضد الجرحى
• الإهمال الطبي الممنهج
• ظروف احتجاز قاسية ولاإنسانية
• وفي بعض الحالات: القتل خارج نطاق القانون

وتبعًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقية مناهضة التعذيب واتفاقيات جنيف، فإن ما تعرّض له الضحية يرقى بوضوح إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

ثانيًا: الخلفية – الاستهداف المنهجي للعاملين في الإعلام والصحة

قبل اعتقاله، كان إسلام يرافق سيارات الإسعاف ويوثّق الإصابات، ما جعله هدفًا مباشرًا رغم الطبيعة الإنسانية لعمله.
وتندرج هذه الممارسات ضمن نمط أوسع من استهداف الصحفيين والطواقم الطبية المحميين بموجب:

• المادة 79 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف
• المواد 12–16  من اتفاقيتي جنيف الأولى والثانية

ثالثًا: الاعتقال التعسفي واقتحام المستشفى – انتهاك حماية المرافق الطبية

1. اقتحام مستشفى الشفاء والاعتقال الجماعي

اقتحمت القوات الإسرائيلية المستشفى بعنف تخلله إطلاق نار، تكسير للأبواب، تهديد للمرضى، واعتقال جماعي لكل من كان في المكان دون تمييز.

تحليل قانوني:

• خرق للمادة 18 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تلزم بحماية المرافق الطبية.
• اعتقال تعسفي محرّم وفق المادة 9 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.

2. استخدام القوة ضد جريح

ورغم إصابة إسلام الخطيرة في الرأس، أطلقت القوات النار مجددًا على جرحه بحجة "السيطرة".

تحليل قانوني:

• يشكّل هذا الفعل محاولة قتل خارج نطاق القانون.
• خرق للمادة 3 المشتركة لاتفاقيات جنيف.

رابعًا: التعذيب الجسدي والنفسي خلال التحقيق الميداني والعسكري

1.  12ساعة من التعذيب الميداني

تعرّض الضحية لـ:
ضرب مركز على الدماغ المكشوف، صعق كهربائي، تهديد بالقتل، ركلات وضرب بأدوات معدنية، وإيقاظ قسري بعد فقدان الوعي.

تحليل قانوني:

• تعذيب صريح وفق المادة 1 من اتفاقية مناهضة التعذيب.
• الضرب على جرح مفتوح يرقى إلى تعذيب شديد قد يؤدي للموت.

2. انتزاع اعترافات بالقوة

أصرّ المحقق العسكري على انتزاع اعترافات رغم انعدام أي معلومات لدى الضحية.

تحليل قانوني:

• الاعترافات الناتجة عن التعذيب باطلة بموجب المادة 15 من اتفاقية مناهضة التعذيب.

خامسًا: القتل خارج نطاق القانون خلال النقل

كان المعتقلون مكبلين ومعصوبي الأعين داخل الشاحنات، وحين حاول أحدهم الفرار أُعدم ميدانيًا بإطلاق نار كثيف.

تحليل قانوني:

• يمثل إعدامًا خارج نطاق القانون وجريمة حرب.
• خرق للمادة 3 المشتركة لاتفاقيات جنيف.

سادسًا: معسكر سديه تيمان – منظومة تعذيب ممنهجة

1. تجريد المعتقلين من الإنسانية

في المعسكر، يُمنع المعتقلون من الكلام أو الالتفات أو رفع رؤوسهم.
قال الضابط لهم  : "إنت هون زي الحيوان".

تحليل قانوني:

• معاملة مهينة وحاطة بالكرامة، تخالف المادة 27 من اتفاقية جنيف الرابعة.

2. التعذيب المؤدي للقتل

توثّق الشهادة استشهاد معتقلين عدة نتيجة الضرب الجماعي: كمال راضي، سامي السرساوي، وآخرون فقدوا عيونهم وبُترت أطرافهم.

تحليل قانوني:

• قتل تحت التعذيب، وتصنيف واضح لـ جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفق نظام روما.

سابعًا: الإهمال الطبي الممنهج – حين يتحول العلاج إلى أداة قتل

1. حرمان متعمّد من العلاج

قال الطبيب للمعتقلين: "لما تموت… بأجيك"، ورفض فحص الشهيد عدنان البرش حتى وفاته.

تحليل قانوني:

• الامتناع المتعمد عن العلاج يرقى إلى القتل بالإهمال الممنهج.
• خرق للمادة 3 المشتركة لاتفاقيات جنيف.

2. ظروف معيشية تهدد الحياة

إسلام بقي خمسة أشهر مكبلًا بالكامل، يستحم مرة أسبوعيًا دون صابون، ويستخدم معجون جلي بدل مواد التنظيف، مع فقر غذائي أدى لخسارة 30 كغم.

تحليل قانوني:

• معاملة قاسية ولاإنسانية تخالف المادة 10 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.

ثامنًا: آثار نفسية طويلة الأمد

عانى الضحية من فقدان تدريجي للذاكرة واضطراب إدراكي دائم، وعند الإفراج لم يتعرف على أبناء إخوته.

تحليل قانوني:

• التعذيب النفسي جريمة معترف بها دوليًا ضمن نظام روما الأساسي.

تاسعًا: الاستنتاجات القانونية

الشهادة تكشف عن نظام ممنهج يقوم على:

• اعتقال تعسفي
• تعذيب شديد
• إعدام خارج القانون
• إهمال طبي يرقى إلى القتل
• ظروف احتجاز غير إنسانية
• استهداف إعلاميين وطواقم طبية

وهي جميعًا تشكّل:

• جرائم حرب (المادة 8 من نظام روما)
• جرائم ضد الإنسانية (المادة 7)
• انتهاكات جسيمة لاتفاقيات جنيف الأربع

عاشرًا: الرسالة الحقوقية

تكشف شهادة إسلام حجازي واقعًا بالغ القسوة يعيشه آلاف المعتقلين في السجون والمعسكرات الإسرائيلية، في ظل انقطاع أخبارهم ومنع الرقابة المستقلة.
ما يجري ليس تجاوزات فردية بل سياسة رسمية ممنهجة تستهدف الإنسان الفلسطيني وكرامته، وتستدعي تحقيقًا دوليًا عاجلًا وإجراءات مساءلة فورية.