تضامن والعدالة الدولي تقيمان فعالية حقوقية في نقابة المحامين الاتراك
المحامي خالد محاجنة يكشف عن شهادات صادمة لحجم الإبادة الصامتة بحق الأسرى الفلسطينيين
إسطنبول- تضامن
بتاريخ 23/7/2025
كشف المحامي خالد محاجنة عن شهادات صادمة من داخل معتقل "سديه تيمان"، الذي وصفه بأنه معسكر معزول يُحتجز فيه مدنيون فلسطينيون من كافة الأعمار دون تهم أو محاكمة أو حقوق إنسان وكلهم من غزة، فضلا عن معتقلين سوريين ولبنانيين، مؤكدا أن ظروف الاعتقال تشمل التعذيب، والحرمان من الطعام والعلاج، والإذلال اليومي، مشيرًا إلى شهادات متواترة عن بتر أطراف المعتقلين دون تخدير وعمليات اغتصاب جماعي، واصفا ما يجري بجريمة إبادة جماعية تُمارس بصمت، وان الأسرى يُحتجزون مقيّدي الأيدي والأرجل، معصوبي الأعين بشكل دائم، محرومين من الحركة والكلام، مشيرًا إلى أن بعضهم لم يبدّل ملابسه منذ أكثر من تسعة أشهر.
وقد افتتح الفعالية نقيب المحامين الاتراك ياسين شاملي الذي اكد على أن ما يجري في قطاع غزة هو "إبادة جماعية تُرتكب يوميًا أمام أعين العالم"، معتبرًا ذلك "اختبارًا أخلاقيًا وإنسانيًا" للمحامين والحقوقيين الذين سيتعيّن عليهم يومًا ما الإجابة عن سؤال: "ماذا فعلتم عندما كانت الإبادة تُنفّذ على مرأى منكم؟".
وكشف شاملي عن إعداد نقابة المحامين الأتراك ملفًا قانونيًا موسعًا من ثمانية أقسام حول جرائم الحرب ضد الفلسطينيين، تم تقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، مضيفًا أن المدعي العام وصفه بأنه "أحد أقوى الملفات التي وصلت إلى المحكمة".
كما أشار إلى إعداد ملفين إضافيين حول الإبادة الجماعية ضد النساء والأطفال، موقّعَين من أكثر من 360 محاميًا دوليًا، إلى جانب ملف شعبي حظي بـأكثر من 670 ألف توقيع، رغم عدم إطلاق حملة توقيع رسمية بعد.
بدوره، شنّ نجاتي جيلان، رئيس الاتحاد الدولي للحقوقيين، هجومًا لاذعًا على صمت المؤسسات الدولية، قائلًا: "طوال 77 عامًا، لم تتحرك المحكمة الجنائية الدولية أو ديوان العدالة لمحاسبة الاحتلال. هذه المؤسسات تخدم القوى الإمبريالية، ولا تقدّم عدالة حقيقية"، داعيًا إلى تأسيس محكمة جنايات دولية خاصة بالعالم الإسلامي، ومؤكدًا استمرار الكفاح القانوني دفاعًا عن حقوق الأسرى الفلسطينيين.
أما عضو البرلمان التركي حسن توران، فقد اعتبر أن "كل فلسطيني في غزة اليوم هو أسير"، مضيفًا: ما يجري هناك ليس مجرد احتلال، بل نظام سجن جماعي، المحامي خالد تحدّث عن سجن يشبه غوانتانامو، ونحن نرى غزة كلها غوانتانامو مفتوحًا".
ونقل توران عن الرئيس رجب طيب أردوغان قوله بعد 7 أكتوبر "من يظن أن إسرائيل وحدها ترتكب هذه الجرائم، فهو إمّا غافل أو جاهل، خلفها تقف قوى دولية كبرى تدعمها".
وفي ختام الفعالية، تمت التأكيد على الاستمرار في محاسبة المسؤولين الإسرائيليين على جرائمهم بحق الأسرى، مؤكدين أن الدفاع عن الأسرى هو دفاع عن كرامة الإنسان، وأن السكوت عن هذه الجرائم خيانة للقيم الإنسانية.
وكانت المؤسسة الدولية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين "تضامن"، بالتعاون مع منتدى العدالة الدولي، قد نظمتا هذه الفعالية الحقوقية في مقر نقابة المحامين بإسطنبول، بمناسبة اليوم العالمي للعدالة الدولية، تحت عنوان: "الأسرى الفلسطينيون وغياب العدالة الدولية"، حيث تمت الفعالية بحضور المستشار أشرف نصر الله رئيس منتدى العدالة الدولي في إسطنبول، وحضور مدير المؤسسة الدولية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين " تضامن" أسامة الغول، بصحبة عديد المحامين الفلسطينيين والمهتمين بحقوق الاسرى الفلسطينيين.