رحلة البوسطة… المقبرة المتنقلة
في كل مرة يُنقل فيها الأسير الفلسطيني من سجن إلى آخر، أو إلى محكمة، أو حتى إلى مستشفى، يُلقى به في عربة حديدية مصفحة تُعرف باسم "البوسطة". غير أن الأسرى يطلقون عليها اسمًا أدق: رحلة العذاب أو المقبرة المتنقلة.
هذه الرحلة لا تشبه أي عملية نقل اعتيادية؛ إنها مساحة تُنزع فيها إنسانية الأسير بالكامل، ويُعامل خلالها كجسم يجب تكبيله وقمعه وتذكيره بأن كرامته خارج المعادلة.
في البوسطة، تتجمع أشد أدوات القهر:
الأيدي والأقدام مكبّلة بأصفاد معدنية مؤلمة، أقفاص ضيقة لا تسمح بالحركة، ساعات طويلة في أوضاع مرهقة، وحرمان كامل من الطعام والماء والراحة. أما الزنازين الانتقالية المحيطة بالرحلة فلا تختلف عن غيرها إلا بأنها أشد قسوة وأكثر اكتظاظًا وإهمالًا.
يقول الأسير المحرر علاء دقّة:
"رحلة البوسطة أصعب من سنوات السجن كلها… نحن لا نُعامل كبشر، بل كأشياء يجب نقلها تحت الحراسة، بلا رحمة، بلا وقت، بلا هواء."
"كانوا يأخذونني قبل الفجر بساعات، ويعيدونني بعد منتصف الليل، وكل ذلك من أجل جلسة محكمة لا تتجاوز دقائق."
أولاً: مركبة العذاب
ثانيًا: ساعات الانتظار المهينة في "المعبار"
قبل وبعد الرحلة، يُحتجز الأسرى في محطات انتقال تُعرف بـ "المعبار":
روى أسرى عن رحلات استمرت أكثر من 20 ساعة بين سجنين لا تفصل بينهما سوى ساعة واحدة.
ثالثًا: انتهاك الخصوصية والكرامة
رابعًا: معاناة النساء والأطفال
الأسيرات الفلسطينيات
الأطفال الأسرى
خامسًا: البوسطة كأداة عقاب ممنهج
البوسطة ليست وسيلة نقل فحسب، بل أداة عقاب متعمدة:
سادسًا: الإطار القانوني
اتفاقية جنيف الرابعة (1949)
تلزم قوة الاحتلال بـ:
قواعد مانديلا – القاعدة 45
"يجب أن يجري نقل السجناء في ظروف إنسانية تراعي احتياجاتهم الصحية والبدنية وتحميهم من أي شكل من أشكال الإهانة."
تقارير المنظمات الدولية
منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش صنفتا أساليب نقل الأسرى ضمن:
المعاملة القاسية
التعذيب النفسي والجسدي
الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان
تُعدّ "البوسطة" إحدى أبشع أدوات القمع داخل منظومة الاعتقال الإسرائيلية؛ فهي مساحة يتحول فيها النقل إلى:
إن ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون خلال رحلات البوسطة يستوجب:
فالأسرى لا يُعذَّبون داخل الزنازين فقط، بل في كل خطوة من خطوات القهر الإداري، الذي يُسمّيه الاحتلال "إجراءات أمنية"، بينما يراه الأسرى: عذابًا يتحرك على عجلات.